كل عام وأنتم بخير وتقبل الله طاعاتكم
جميعا وصالح أعمالكم في شهر رمضان المبارك والذي انقضت أيامه ولياليه الجميلة
لتتوج بفرحة يوم عيد الفطر ؛ تلك الفرحة التي تمثل معنى وقيمة .
معنى فرحة
عيد الفطر يكمن فيما يُفترض أننا حققناه من انتصارات على أنفسنا في شهر رمضان ،
فالذي صام حقا في ذلك الشهر انتصر على غرائزه حين هذبها ولجمها ؛ وانتصر على نوازع
السوء فيه حين كف لسانه عن الإساءة للآخرين وبصره عن عورات الناس ويديه عن أذاهم ،
وتم تتويج هذا الانتصار يوم عيد الفطر بالانتصار على الأنانية حينما أخرجنا زكاة
الفطر لنشرك المحرومين من الفقراء في فرحتنا بدل التعالي عليهم وتناسيهم ...
كل تلك
المعاني الجميلة وغيرها كثير تجتمع لتكون منظومة قيمة فرحة العيد التي يُفترض أن
تعزز انتصارات رمضان لتجعل منها سلوكا دائما ومنهج حياة ، فليس من المقبول أن يكون
رمضان مجرد إجازة مؤقتة عن السلوكيات السيئة ليعود بعدها الإنسان أسوأ مما كان
عليه قبل رمضان ؛ فهذا معناه ببساطة أنه لم يصم وإنما امتنع عن المفطرات فقط لأنه
لو كان قد صام فعلا لانعكس ذلك على سلوكه العام .
فرحة
العيد فرصة للجميع كي يجددوا صِلاتهم ببعضهم البعض ؛ وهذا معنى تكرر الحديث عنه
كثيرا ، لكن الصِلة الأهم هي صِلة الزوج بزوجته والزوجة بزوجها ؛ فعلاقتهما تمثل
رسائل للأولاد والبنات إما أن تكون إيجابية فتغرس فيهم بذرة نجاح أسري في المستقبل
وإما أن تكون سلبية فتكبر نتائجها السيئة معهم وتهدد مستقبلهم الأسري ، والعيد هو
أجمل مناسبة يمكن للزوجين أن يكسرا فيها الرسمية أمام الأولاد والبنات ويظهرا حبهما
لبعضهما واهتمامهما ببعضهما بالكلمة والبسمة والهدية والعيدية ، فلا تفوت عزيزي
الزوج ولا أنتِ عزيزتي الزوجة هذه المناسبة ولا تلتهيان عن بعضكما ؛ فهذه فرصة
ذهبية لتجديد العلاقة بينكما وبعث الروح الإيجابية في أسرتكما النواة ...
أجدد لكم
التهنئة بالعيد متمنيا أن يعيده الله علينا جميعا ونحن في حال أفضل إنه سميع مجيب
...