الثلاثاء، 27 ديسمبر 2016

حلب تصفع ديمقراطية الكويت !


        تأبى حلب الشموخ رغم شدة مأساتها إلا أن تواصل كشف أقنعة جبناء العرب وتعريهم واحدا واحدا ، فقبل ساعات قليلة من كتابة هذه السطور عقد ما يسمى مجلس الأمة في الكويت جلسة قيل أنها مخصصة لمناقشة الوضع في حلب ! ، وبما أن حلب ليست ضمن الرقعة الجغرافية لدولة الكويت ولكون هذه الدولة الصغيرة ليس لها في الشأن العالمي حول ولا قوة فإن المتوقع من هذه الجلسة لم يكن يتعدى إدانة العنف والتأكيد على ضرورة توفير المعونات العاجلة للمنكوبين .

 

        لم تتحمل ديمقراطية الكويت المزعومة عقد جلسة علنية بشأن حلب فتم تحويل الجلسة إلى سرية بطلب مُفَبْرَكٍ من بعض النواب لا لشيء إلا لأن الطفل المدلل رئيس المجلس توقع أنه سيفقد السيطرة على جلسة يحتد فيها الكلام بين الشطي وعاشور وعبد الصمد من جهة وهايف والطبطبائي والحربش من جهة أخرى !!!

 

        تحولت جلسة ما يسمى مجلس الأمة الكويتي بشأن حلب إلى سرية وكأنها تناقش شأنا دفاعيا أو ماليا كويتيا في صفعة جديدة لما يُزعَم أنها ديمقراطية في الكويت ؛ إذ بعد 54 سنة مرت على إعلان الدستور الكويتي وقيام التجربة البرلمانية في بلادنا ها هم ممثلو الشعب أو بالأحرى الممثلين على الشعب يعجزون عن عقد جلسة علنية لإدانة العنف والمطالبة بإغاثة المنكوبين في حلب !

 

        نقول لبرلمان الكويت وحكومتها : إن حلب ليست بحاجة إليكما لأن الشرفاء من أهل الكويت سنة وشيعة شاركوا كل شرفاء العالم رفض الجريمة النكراء التي وقعت وما زالت تقع في سوريا عموما وحلب خصوصا ، وفي دول الخليج الجارة للكويت قامت حملات رعتها الحكومات نهارا جهارا نصرة لحلب ؛ أما ديمظراطية الكويت التي يفتخر بها بعض سفهائنا على الجيران فإنها لم تستطع حتى مجرد إعلان الإدانة لما حدث !!!

 

        نيابة عن أهل حلب أقول لأعضاء الحكومة والمجلس في الكويت : تفرغوا لشؤون بلادكم التي يتطاير الحصا من شوارعها ليكسر زجاج سيارات أهلها وتتردى فيها خدمات الصحة والتعليم ويشتكي فيها المسؤول قبل المواطن من كل شيء ؛ فحلب غنية بصمود أهلها ووقوف الشرفاء معها عن أُلَئِكَ الجبناء الذين يخافون من نباح الكلاب !

الأربعاء، 14 ديسمبر 2016

إنكم لستم شيعة ولا حسينيين !

من أقبح سلبيات الديمقراطية المزعومة في الكويت انعكاس أصداء 
الأحداث الإقليمية على مواقف وتصريحات بعض الأصوات الناعقة التي أفرزتها 
تجربة بلادنا الخائبة في عالم الحياة النيابية وحرية التعبير ، ولقد 
وجدنا كيف أن التصادم بشأن أحداث البحرين عام 2011 م كان أهم عناوين 
التناطح الطائفي في الكويت إلى حد أن اشتكت دول الجوار من تدخلات 
وتصريحات جهات إعلامية وشخصيات سياسية بارزة كانت وقتها مقربة من السلطة 
وفي نفس الوقت تحمل راية التعاطف مع نظام ملالي طهران ! 

أما سوريا فإنها ما زالت جرحا نازفا بسبب نجاح القوى الدولية 
والإقليمية في عملية تخريب ثورة شعبها التي لم تكن من حيث المبدأ طائفية 
ولا علاقة لها بأي شكل من أشكال التطرف ، فتم إقحام التنظيمات الإرهابية 
بلونيها السني والشيعي ضمن معادلة المشهد السوري من خلال سياق الأحداث 
المعلومة لدينا جميعا ، وما مشهد حلب الدامي والمأساوي إلا حلقة في سلسلة 
عنف لم تنتهِ بعد ولن تقف عند الحدود الجغرافية للأراضي السورية ! 

تستمر قباحات مَن استغلوا مساحة من التعبير مُنِحَتْ لهم في 
الكويت ؛ فها هم اليوم يستفزون مشاعر كل إنسان شريف في العالم يتعاطف مع 
أهل حلب ويدمى قلبه لما يجري في تلك المدينة المنكوبة ، فمن هؤلاء مَن 
يهنئ شعب سوريا بنصر مزعوم ومنهم مَن يصف بشار الكلب بحامي البوابة 
الغربية ومنهم مَن يتحدث بلغة مستفزة حين يقول أن طعم الفستق الحلبي صار 
اليوم غير !!! 

كل هؤلاء يتحركون على أساس أنهم شيعة ومن الجمهرة التي انتخبت 
دشتي بالأمس وأوصلت الشطي اليوم إلى الكرسي الأخضر ويرغبون في استفزاز 
الجمهرة التي انتخبت هايف والطبطبائي وغيرهما من الذين يتبنون مواقف 
مختلفة ! 

لسنا هُنا في وارد تسجيل مواقف سياسية لكننا نقول لهؤلاء السفلة 
الذين ينعمون بخير الكويت ويتدفؤون بأمان حضنها وفي نفس الوقت يصفقون 
للمجرم الذي شرد أهل سوريا وقتلهم وحرمهم الأمان الذي ننعم به نحن في 
الكويت ؛ نقول لهؤلاء بأنكم قد خذلتم من قبل إخوانكم الشيعة في إيران 
والذين قمعتهم آلة البطش الخامنئية وما زال الآلاف منهم مغيبين في سجن 
إيفين وغيره ، شيعة خرجوا يوم عاشوراء وساروا في موكب حسيني طالبوا فيه 
بالحرية وحقهم في العيش الكريم على تراب بلادهم فداستهم عجلات آليات 
الباسيج وضربتهم عصاه الغليظة ؛ فما كان منكم إلا أن تعاطفتم مع النظام 
الفاشي في طهران ضد إخوانكم الشيعة ، وعليه فإن موقفكم اليوم إزاء ما 
يجري في حلب إنما يعبر عما في قلوبكم المريضة وليس عن الشيعة ولا عن 
التشيع ، فقد سمع العالم أصواتًا شيعية شريفة وقرأ ما خطته أقلام شيعية 
نبيلة رافضة لقمع الشعب السوري وسلبه حقه في تقرير مصيره ؛ فها هم أُناس 
منصفون من أمثال الشيخ صبحي الطفيلي والسيد علي الأمين والكاتب خليل علي 
حيدر وغيرهم يصدحون بكلمة الحق ويقولون للعالم كله بأن شرفاء الشيعة لن 
ينفصلوا عن بقية شرفاء العالم في رفض الظلم والاستبداد رفضًا مبدئيا تنص 
عليه كل الشرائع وعلى أساسه ومن أجله انطلق الحسين بن علي رضي الله عنهما 
من مكة إلى الكوفة طلبًا للإصلاح في أمة جده محمد صلى الله عليه وآله 
وسلم ليلقى ربه على ثرى كربلاء شهيدا مظلوما . 

إن ما يجري للمدنيين في حلب على يد مرتزقة بشار وميليشيات إيران 
وأبناء الحرام جنود بوتين ما هو إلا امتداد لكل ظلم جرى في كل مكان وزمان 
ولا يمكن فصله بأي حال من الأحوال عما فعله قتلة الحسين بن علي عليهم 
لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، فمَن لا زال يصر على تأييد بشار 
وحلفائه ضد المظلومين في الشام عليه أن يتوقف عن اللطم على الحسين لأن 
الحسين بريء من كل ظالم وكل مناصر للظالمين .