تأبى حلب الشموخ رغم شدة مأساتها إلا أن
تواصل كشف أقنعة جبناء العرب وتعريهم واحدا واحدا ، فقبل ساعات قليلة من كتابة هذه
السطور عقد ما يسمى مجلس الأمة في الكويت جلسة قيل أنها مخصصة لمناقشة الوضع في
حلب ! ، وبما أن حلب ليست ضمن الرقعة الجغرافية لدولة الكويت ولكون هذه الدولة
الصغيرة ليس لها في الشأن العالمي حول ولا قوة فإن المتوقع من هذه الجلسة لم يكن
يتعدى إدانة العنف والتأكيد على ضرورة توفير المعونات العاجلة للمنكوبين .
لم تتحمل ديمقراطية الكويت المزعومة عقد جلسة علنية بشأن حلب فتم تحويل
الجلسة إلى سرية بطلب مُفَبْرَكٍ من بعض النواب لا لشيء إلا لأن الطفل المدلل رئيس
المجلس توقع أنه سيفقد السيطرة على جلسة يحتد فيها الكلام بين الشطي وعاشور وعبد
الصمد من جهة وهايف والطبطبائي والحربش من جهة أخرى !!!
تحولت جلسة ما يسمى مجلس الأمة الكويتي بشأن حلب إلى سرية وكأنها تناقش
شأنا دفاعيا أو ماليا كويتيا في صفعة جديدة لما يُزعَم أنها ديمقراطية في الكويت ؛
إذ بعد 54 سنة مرت على إعلان الدستور الكويتي وقيام التجربة البرلمانية في بلادنا
ها هم ممثلو الشعب أو بالأحرى الممثلين على الشعب يعجزون عن عقد جلسة علنية لإدانة
العنف والمطالبة بإغاثة المنكوبين في حلب !
نقول لبرلمان الكويت وحكومتها : إن حلب ليست بحاجة إليكما لأن الشرفاء من
أهل الكويت سنة وشيعة شاركوا كل شرفاء العالم رفض الجريمة النكراء التي وقعت وما
زالت تقع في سوريا عموما وحلب خصوصا ، وفي دول الخليج الجارة للكويت قامت حملات
رعتها الحكومات نهارا جهارا نصرة لحلب ؛ أما ديمظراطية الكويت التي يفتخر بها بعض
سفهائنا على الجيران فإنها لم تستطع حتى مجرد إعلان الإدانة لما حدث !!!
نيابة عن أهل حلب أقول لأعضاء الحكومة والمجلس في الكويت : تفرغوا لشؤون
بلادكم التي يتطاير الحصا من شوارعها ليكسر زجاج سيارات أهلها وتتردى فيها خدمات
الصحة والتعليم ويشتكي فيها المسؤول قبل المواطن من كل شيء ؛ فحلب غنية بصمود
أهلها ووقوف الشرفاء معها عن أُلَئِكَ الجبناء الذين يخافون من نباح الكلاب !