الأربعاء، 2 نوفمبر 2016

فرعيات القبائل ظلم للنساء وقهر للرجال !

قبل عام 2005 م وهو العام الذي تم فيه رسميا إقرار حق المرأة 
الكويتية في المشاركة ترشيحا وانتخابا في مجلس الأمة كان تأييد مثل هكذا 
إجراء بين البدو في الكويت أمرا محرما معيبا قد يتهم مَن يؤيده بالدياثة 
، ولستُ هُنا في معرض تأييد مشاركة المرأة في البرلمان أو الاعتراض عليها 
فليس موقفي ولا موقف غيري من الناس مهما بعدما باتت تلك المشاركة أمرا 
واقعا ، لكنني أشير إلى أنني ضد استمرار دستور عام 1962 م كله لأنه لم 
يعد يصلح للبلاد والعباد في زماننا هذا ، ومشاركة المرأة في السنوات 
الأخيرة ليست أمرا يمكن تهنئتها عليه لأن مشاركة الرجل أصلا قد فقدت 
قيمتها فضلا عن المرأة ! 

أعود إلى جماعتي البدو مع تحفظي على المصطلح ؛ فلم يعد في الكويت 
بدو رُحل وكل أهلها يسكنون البيوت الإسمنتية لا بيوت الشعَر وكلهم 
يتنقلون بالسيارات لا بالجِمال ، جماعتنا البدو الذين كانوا يعترضون على 
مشاركة المرأة في البرلمان هم أنفسهم مَن كانوا ولا زالوا يسحبون حتى 
القواعد من النساء للتصويت في انتخابات ما تسمى الجمعيات التعاونية لمَن 
يأمرهن به أولياؤهن أو مَن تمليه عليهن العصبية القبلية بل والفخذية 
والتي ليست مقتصرة على الرجال فقط ! 

بعدما باتت مشاركة المرأة في البرلمان أمرا واقعا وبعدما فرغ معظم 
البدو من مهاجمة عواد برد العنزي لأنه أيدها سحبوا هم أنفسهم نساءهم إلى 
المدارس من أجل التصويت إلى حد أن بعضهم يعد مَن حضرت ومَن لم تحضر منهن 
واحدة واحدة وهو ما أشهد به شخصيا ! 

لم يقف الأمر عند هذا فحسب ؛ فحينما قاد الحظ امرأة محسوبة على 
قبيلة ما للوزارة تعلق الرجال بتلابيبها واستفادوا من عنصريتها وتعصبها 
القبلي بعد أَن كانت فكرة مشاركتها في الانتخابات مرفوضة أصلا عندهم ! 

في ظل خيبة ما يُزعَم أنها ديمقراطية في الكويت انتهى الأمر إلى أن 
القبائل فوتت فرصة الاستفادة من نظام الصوت الواحد ورسخت ممارسة ما تسميه 
تشاوريات ( فرعيات ) كأسلوب تصفيات خروج مغلوب بين المتنافسين على تمثيل 
القبيلة وليس الدائرة ، هذه الفرعيات لا تشارك فيها المرأة ترشيحا ولا 
انتخابا لكن عليها الخضوع لنتائجها يوم التصويت الرسمي ؛ ويا ويلها إن 
اتخذت موقفا آخر أو حتى امتنعت عن الذهاب إلى مركز الاقتراع ! 

فرعيات القبائل ليست ظلما وتهميشا للنساء فحسب ولكنها أيضا قهر 
للرجال حيث تتحكم حسبة أعداد الأفخاذ وثقافة المناديب التي عززتها السلطة 
الحاكمة بنتائجها وتتحكم الضغوط الاجتماعية بموقف الأفراد إزاء تلك 
الفرعيات ، فالذي يرشح نفسه للانتخابات من أبناء القبائل خارج إطار 
الفرعيات إما أن يُعتبر متمردا شاقا لعصا الجماعة ومشتتا لأصوات بني عمه 
وإما أنه خبل قاطع جادة مدوج حتى لو كان صاحب فكرة ولديه برنامج ؛ إذ لا 
قيمة للفكرة ولا للبرنامج في الانتخابات الكويتية لا عند البدو ولا عند 
الحضر والذين لهم موال آخر وقصة مختلفة ! 

ختاما أقول : لا بارك الله في انتخابات يترشح لها مجرم هارب وممثل 
هابط بينما لا يجرؤ صاحب الفكرة والبرنامج على الترشح لها خوفا من العيب 
!!!