الأحد، 10 نوفمبر 2019

عيب عليك يا عبد الله النفيسي !

        ما يزال يتوالى بث حلقات الصندوق الأسود للإعلامي عمار تقي مع الدكتور عبد الله النفيسي عبر قناة المحور الإلكترونية على يوتيوب نهاية كل أسبوع ، وفي حلقة مساء الجمعة الماضي استكمل الدكتور النفيسي حديثه عن قصة دخوله السعودية بطريقة غير مشروعة مع حفنة من المُهَلْوِسِين الجهيمانيين والتي انتهت باهتمام الدولة على أعلى مستوى به شخصيا رغم كون جوازه كان مسحوبا نتيجة غضب السلطة عليه بسبب كتاب الكويت والرأي الآخر ، وحين وصوله الكويت كان الشيخ فهد الأحمد يرحمه الله في استقباله وقام شخصيا بإجراءات إعادة جوازه له بدل معاقبته على فِعْلَته ؛ بل واستقبله الشيخ سعد العبد الله يرحمه الله وتحمل غلظة أسلوبه ليناقش معه موضوع المعتقلين في السعودية حيث تم إطلاق سراحهم جميعا بحسب رواية النفيسي نفسه ما عدا واحدا منهم تم ضبط المنشورات الجهيمانية في سيارته !

 

        كل هذا قامت به الكويت من أجل الدكتور عبد الله النفيسي دون منة عليه واحتراما لانتمائه العائلي ؛ ولو أن كاتب هذه السطور كان مكان عبد الله النفيسي لظل في المعتقلات السعودية حتى الموت ولن يترحم عليه أحد بعدها ، ومع ذلك أنهى الدكتور النفيسي حلقته الأخيرة بإساءة فيها عدم احترام للكويت التي طبطبت على ظهره حتى وهي غاضبة عليه ؛ فقال وهو يتحدث عن بدايات الجهد العسكري للعدوان الإيراني على العراق والأمة العربية أنه كتب مقالا تنبأ فيه بطول مدة الحرب ونصح القيادة الكويتية بعدم لعب دور ما سماه الشريك الصغير في الحرب ، وأضاف النفيسي بأن الغزو العراقي حسب ادعائه إنما كان نتيجة الموقف الخاطئ للكويت على حد زعمه وأنه إذا حدث صراع الفيلة فعلى النمل أن يبتعدو وشبه الكويت التي أنفقت على دراسته وأنقذت حياته بكيانات صغرى بعضها ليس دُوَلًا مستقلة مثل إمارة موناكو أو لختن شتاين !

 

        هكذا أساء الدكتور عبد الله النفيسي للكويت مقللا من شأنها ؛ ولو أنها كانت مثل موناكو أو لختن شتاين لما حملت همَّه وهو يقبع في رطوبة سجن الدمام ، أما قصة موقف الكويت المشرف إزاء العدوان الفارسي فالدكتور النفيسي يعلم أنها لم تَخْتَرْه وإنما فرضته عليها التحرشات الإيرانية التي أغفل المحاور عمار تقي الحديث عنها إما عمدا أو لأنه لا يرى فيها أولويات تستحق النقاش ، فلم يتطرق تقي للبيان الذي أصدره أذناب الدجال خميني حين رفضت الكويت استقباله قبل أشهر من وثوبه إلى السلطة في إيران وهو البيان الذي تضمن إساءات مهينة للشيخ جابر الأحمد يرحمه الله وشعبه الكريم ؛ كما تجاوز الحديث عن تجمع مسجد حَجِّي شعبان في بنيد القار والذي كان المدعو عباس المهري يحرض فيه على قلب النظام في الكويت قبل قرابة السنة من بداية مرحلة الجهد العسكري للعدوان الإيراني والذي سبقه تحرشات مباشرة بالعراق والسعودية والبحرين إضافة إلى الكويت ، فماذا كان الدكتور النفيسي يريد من الكويت والحالة هذه ؟

 

        الذي كان يريده الدكتور النفيسي من الكويت هو بالضبط ما عبَّر عنه خطيب المنبر الإخونجي عبد الحميد كشك والذي سخر منبره بشكل قبيح لمساندة العدو الفارسي وكان يحتج على ملك الأردن وملك المغرب لكونهما يؤيدان العراق حين قال : " الحسن والحسين يؤيدان العراق هذا ظلم هذا ظلم " !

 

        أما الغزو العراقي الغاشم لبلادنا فالدكتور النفيسي يعلم قبل غيره أنه لا علاقة له بالحرب مع إيران ولا بالتفليسة ، والنفيسي يدرك أنه لو لم تقف الكويت والسعودية تحديدا مع العراق ضد العدوان الفارسي لاحتل الفرس العراق وأتبعوه الكويت التي كان احتلالها من قِبَل الفرس سيصبح تحصيل حاصل بعد سقوط العراق آنذاك ، وهذه الحالة هي التي دفعت الكويت لاتخاذ موقفها المشرف مع العراق ومع نفسها لا مع صدام والذي كان المسؤولون الكويتيون الكبار يعلمون أنه لا يحبهم ولا يحترمهم وكان هو يعلم أنهم لا يثقون به وإنما جمعتهم مقتضيات رغبة الدجال خميني في الإسراع بتصدير ما سماها الثورة الإسلامية .

 

        هذه هي الصورة التي فهمتها حتى العجوز الأُميَّة التي كانت تتابع الأخبار عبر الراديو القديم ذو الغلاف الجلدي فكيف تغيب عن الدكتور الجهبذ الباحث المحلل عبد الله النفيسي ؟

 

        أخيرا نقول: إن كان ما ذكره الدكتور النفيسي بشأن موقف الكويت مع بداية الحرب الإيرانية ضد أمتنا ووضعها الذي فرض عليها هذا الموقف إنما جاء نتيجة تقدمه في السن وبداية مرحلة الخرف فلا بأس ؛ أما إن كان النفيسي بكامل قواه العقلية وهو يعني ما يقول فنذكره بالمثل الشعبي الكويتي : " الكحل في العين الرمدة خسارة " .