الجمعة، 23 يناير 2015

اللهم ارحم عبد الله ووفق سلمان وألهم آل سعود الصواب

        الموت حق ؛ ولقد بُشِّرَ به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ قال له ربه : " إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُوْنَ " ، علمًا بأن محمد بن عبد الله ابن عبد المطلب بن هاشم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم كان أهم شخصية على مستوى خلق الله كلهم وليس البشر فحسب .

 

        لقد تعامل أبو بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه مع وفاة محمد صلى الله عليه وآله وسلم وفق مبدأ صارم وواضح هو : " مَن كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات ؛ ومَن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت " ، وقد تبنى صحابة الرسول رضي الله عنهم أجمعين هذا المبدأ رغم أن فجيعتهم بفقد سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام لم ولن توازيها فجيعة بفقد أي إنسان كائنا مَن كان ، فلا يمكن لمسلم أن يدعي بوجود شخص أهم من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا محبة أحد لأحد كمحبة صحابته له عليه الصلاة والسلام .

 

        مع إطلالة هذا اليوم ساقت لنا الأخبار نبأ وفاة خادم الحرمين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود يرحمه الله إذ نعاه الديوان الملكي كما نعى مَن سبقه من الملوك فإنا لله وإنا إليه راجعون ، كما نادى الديوان الملكي بسلمان بن عبد العزيز آل سعود ملكا للمملكة العربية السعودية وأخيه الأمير مقرن وليا للعهد .

 

        لقد وقع هذا الحدث في ظل أخطر التحديات التي تواجهها المنطقة عامة والمملكة العربية السعودية خاصة ، فلا يخفى على أحد ما يدور في المحيط الإقليمي للمملكة وشقيقاتها الخليجيات كما أن اللجلجة حول خلافات الأسرة المالكة في السعودية لم تعد خافية أيضا وباتت أطراف من داخل الأسرة المالكة الكريمة تتحدث عنها بلغة خطاب غير معهودة في العلاقات البينية داخل بيت الحكم السعودي !!!

 

        بالتأكيد ليس التحدي الذي يواجه السعودية ويواجهنا جميعا كذلك التحدي الذي واجه أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم قُبيل وبُعيد وفاته حيث ارتد معظم العرب في وقت كان فيه عود الإسلام لا يزال طريا ؛ لكن صدق اليقين لدى الصحابة الكرام والإخلاص للدين كان هاديهم لاتخاذ القرار الصحيح في مواجهة تحدي الردة وألهمهم الصواب في التعامل مع الخلاف الخطير الذي نشأ بينهم بعد وفاة خاتم النبيين عليه الصلاة والسلام ؛ ذلك الخلاف الذي طالما تمنى أعداء الإسلام نشوبه تماما كما يعول أعداء السعودية اليوم على نشوب الخلاف داخل بيت حكمها ، فصحابة محمد صلى الله عليه وآله وسلم اجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ودار بينهم ما دار من خلاف حول مَن يتولى السلطة ؛ لكن خاتمة ذلك الخلاف كانت بالكلمة الفصل التي قالها بشير بن سعد حينما بايع عمر بن الخطاب أبا بكر الصديق رضي الله عن الجميع ؛ فقد قال بشير بن سعد بشأن الصديق : " رضيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لديننا فكيف لا نرضاه لدنيانا ؟ " ، ولأن صحابة محمد عليه الصلاة والسلام لم يكونوا طُلاب دنيا ولأن المصلحة العامة كانت هي المقدَمة عندهم على كل مصلحة أو رؤيى أو اجتهادات هنا وهناك فقد كانت كلمة بشير بن سعد كفيلة بإقفال باب الخلاف لترسو الأمة بفضل ربها على كف صِدِّيْقِهَاْ ثم تواصل نهوضها وفتوحاتها ، ولولا فضل الله ثم تلك الروح الصادقة لدى الصحابة الكرام رضي الله عنهم أجمعين لما كُنا نحن اليوم في ظل كل هذه الفتن نعيش متمسكين بالإسلام .

 

        إن لآل سعود الكرام وغيرهم فيما فعل الصحابة رضي الله عنهم لأسوة حسنة إن كانوا يريدون المحافظة على إرث أبيهم وجدهم عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود يرحمه الله ، ونحن في هذا المقام نسأل الباري عز وجل أن يرحم الملك عبد الله ويغفر له وأن يوفق الملك سلمان وولي العهد الأمير مقرن وكل فاعل ومؤثر في صناعة القرار السعودي إلى ما فيه الخير والصالح لبلدهم وأمتهم ويلهمهم انتهاج السياسات التي تخدم شعبهم والمسلمين وفق إرادة مستقلة وسلوك رشيد يكون الصالحون المصلحون الأخيار من أبناء شبه جزيرة العرب هم مَن يدلهم عليه وينصحهم به وليس المغرضون المتربصون من أعداء المملكة والأمة ، ولله الأمر مِن قبل ومِن بعد .

الخميس، 15 يناير 2015

التطرف الإسلامي في خدمة التطرف الصهيوني

      الربط بين الإسلام والإرهاب لغة مُقرفة تعودت عليها آذاننا منذ انتهاء الحرب الأفغانية

الأولى ضد الروس والتي كُنا نظنها جهادا بفعل الآلة الإعلامية السعودية!

      مثيرة الحروب وعدوة الشعوب (أمريكا) هي التي تبنت نشر فوبيا الإرهاب الإسلامي

وفرضت على العالم بطرق مختلفة مشاركتها هذا النهج ، لكن الحقيقة تقول أن أمريكا هي الأب

غير الشرعي لمولود اَلسِّفَاْحِ (الفكر الجهادي) أو الإرهاب الذي ترعرع في رحم الأرض العربية

وغذته عوائد بترولها، فما تسمى الولايات المتحدة الأمريكية يديرها اليمين الصهيوني المتطرف

بشقيه المسيحي واليهودي سواء كانت واجهة بيتها الأسود جمهورية أم ديمقراطية!

      قصة رعاية الأمريكان للتطرف الإسلامي بُغية تحقيق أهداف التطرف الصهيوني بدأت

منذ عام 1938 م ، فقد ضغطت أمريكا بقوة شركات النفط الرأس مالية على عبد العزيز آل سعود

كي يقطع علاقاته التي أقامها مع الاتحاد السوفيتي السابق عام 1932 م ، وقد كانت خطوة إقامة علاقات سعودية سوفيتية سلوكا سياسيا حكيما لقيادة بلد يختزن ثراه أكبر احتياطي نفطي في العالم ؛ بلد بحكم مصدر الطاقة الذي يمتلكه يُفترض فيه أن يكون على مسافة واحدة من كافة القوى العالمية وأَلَّاْ يضع بيضه كله في سلة واحدة ، لكن لأن الروس لم تكن لديهم قوة التأثير التي يملكها الأمريكان فقد عجزوا عن الرد على تهديدات الولايات المتحدة الأمريكية للسعودية حيث أبلغ الأمريكان ابن سعود بأنه لن يكون بمقدوره استخراج برميل نفط واحد ما لم يقطع علاقاته نهائيا مع الاتحاد السوفيتي ، فاستجاب السعوديون للضغط الأمريكي وقطعوا العلاقات مع الروس بذريعة أنهم شيوعيون ملحدون ينكرون وجود الله ، وكانوا يقولون بأن المسيحيين أهل كتاب يجوز التعامل معهم بخلاف الشيوهيين السوفيت !

        بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ثم الحرب الكورية وقعت اليابان وكوريا الجنوبية تحت النفوذ الأمريكي ، ورغم أن الدولتين بوذيتان تتبنيان عبادة الأوثان التي حطمها محمد صلى الله عليه وآله وسلم حينما فتح الله سبحانه له مكة إلا أن السعوديين بمؤسستهم الدينية وقرارهم السياسي لم يتعاملوا مع عُباد الأوثان كما تععاملوا مع الشيوعيين ؛ فأباحوا ركوب التيوتا والهيونداي بينما كانوا يحرمون استيراد سيارة اللادة الشيوعية حتى عام 1990 م عندما سار ميخائيل غورباشوف آخر رئيس سوفيتي في ركاب الموقف الأمريكي ، عندها وعندها فقط أقام السعوديون مع الروس علاقات دبلوماسية بل وقدموا للاتحاد السوفيتي السابق 4 مليارات دولار حتى قبل سقوطه ودون أن يعلن تخليه عن الفكر الشيوعي !!!

 

        إذًا فقد كانت مقاطعة الروس ثم التواصل معهم من قِبل السعوديين مجرد إملاءات سياسية أمريكية لا قرارا سياديا سعوديا ولا فتوى شرعية إسلامية ، وبين القطيعة والوصال كانت أمريكا توظف المال السعودي في محاربة النفوذ الروسي في كل بقاع العالم ؛ لكن أبرز مظاهر ذلك التوظيف كان في أفغانستان ، ففي 27/12/1979 م اجتاحت القوات السوفيتية أفغانستان بطلب من حكومتها الشرعية المعترف بها دوليا ، ورغم أن الروس كانوا انتهازيين حينما استغلوا الفوضى في أفغانستان واجتاحوها وكانوا يرمون إلى تعويض خسارتهم في إيران والتي اختطفتها منهم بعد انهيار حكم الشاه الاستخبارات الأمريكية بالتعاون مع الملالي حيث فضل الأمريكان المد الأسود على المد الأحمر إلا أن الأمريكان لم يجدوا مسوغا لمواجهة الروس في أفغانستان ، فَلَجَؤُوْا كالعادة إلى الأداة الطيعة ( السعودية ) ، لكن هذه المرة لم يكتفوا بتوظيف المال وإنما شحنوا المشاعر الدينية التي كانت تتصاعد بقوة بعد بروز نجم الخميني في إيران ثم خيبة أمل العرب في قلبهم النابط ( مصر ) والتي استسلمت للكيان الصهيوني في 26/3/1979 م وسقط باستسلامها إرث عبد الناصر وشعاراته التي لم يجد العرب بديلا لها يشبع نفوسهم المنكسرة إلى الشعارات الإسلامية !!!

 

        في ظل تلك الأجواء استطاع الذكاء الاستخباري الأمريكي توجيه كل تلك المشاعر نحو الغزو الشيوعي الملحد الذي بدأ بأفغانستان وسيمتد لكل العالم الإسلامي ، وكأن دول ذلك العالم الإسلامي المنكوب كانت حرة مستقلة وكأن فلسطين تنعم باستقلالها وحريتها وكأننا قادرون على الذهاب للصلاة في الأقصى متى ما أردنا دون حواجز أو معيقات !

        المهم أن الحيلة انطلت على المسلمين وخاصة العرب منهم فلم يكتفِ الأمريكان والسعوديين بتوظيف المال وإنما دفعوا شبابنا للقتال في أفغانستان باسم الجهاد كشعار ونيابة عن أمريكا من حيث الواقع ، وقتها كان رونالد ريغان الرئيس الأمريكي الصهيوني والأب الروحي لآل بوش لعنهم الله ؛ كان ريغان يحتفي بمَن كُنا نسميهم نحن مجاهدين وكان هو يسميهم ( المقاتلين من أجل الحرية ) !!!

 

        كانت تلك الأحداث هي البداية الحقيقية لما يسمى اليوم تنظيم القاعدة وما تفرخ عنه من طفيليات تضخم بعضها كما حصل مع داعش ، وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي السابق تغير دور الشباب الذين كان يمولهم ويرعاهم ابن لادن خريج الجامعات الأمريكية ، فأصبحوا يقومون بأعمال ظاهرها معاداة أمريكا لكنها كانت في حقيقتها تصب في مصلحة الصهاينة المتطرفين والمتحكمين بصناعة القرار في البيت الأسود ، ولا أدل على ذلك من الهجوم الأخير في باريس والذي يستحيل أن يكون حدوثه بعد تصويت فرنسا مع إنهاء الاحتلال الإسرائيلي في مجلس الأمن صدفة ؛ كما يستحيل أن يكون حدو

الأحد، 4 يناير 2015

فلوسنا بين الحرامي الأسمر والانتهازي الأشقر !

       قصة حسابات المدعو فهد الرجعان في سويسرا التي يتداولها الكويتيون حاليا فضيحة بكل المقاييس وهي كفيلة بأن تكون سببا في أحداث ضخمة تغير وجه تاريخ بلدهم بالكامل ، لكن تلك القصة لم تحدث إلا بعد ما تم خلال السنوات الماضية من حراك انتهى إلى حالة ملل في أوساط الشعب الكويتي إضافة إلى الشعور بفقدان مصداقية رموز ذلك الحراك !!!       فضيحة حسابات المدعو فهد الرجعان كشفت حقيقة خسائر التأمينات المتلاحقة وكشفت أيضا ما كان يتحدث عنه المدعو بدر الحميضي بخصوص ما سماه عجزا اكتواريا ، كما أن تلك الفضيحة كشفت أيضا أمرا آخر نتركه لذكاء القارئ الكويتي الذي يعلم أن فهد الرجعان مجرد واجهة للفضيحة وليس مسؤولا وحيدا ولا حتى رئيسيا عنها .       بقي أن نقول للكويتيين المصابين بعقدة الخواجة كغيرهم من العرب لا تفرحوا بالحكم السويسري الهزيل ں فهذا الحكم مجرد سماح للنيابة العامة الكويتية بالاطلاع على الحسابات ولا يرتب أي عقوبة على فهد الرجعان ، والأمر الأهم من ذلك هو أن القضاء في أوربا وأمريكا حينما يتعلق الأمر بقضايا يكون تاجر البترودولار الخليجي طرفا فيها لا يكون نزيها وكذلك السلطات التنفيذية في تلك الدول التي يُقال عنها متحضرة يمكنها وقف التحقيق في أي قضية منظورة تحت بند المصلحة العُليا كما فعل توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الأسبق حينما أوقف التحقيق في فضيحة صفقة اليمامة الوهمية للسلاح والتي تورطت فيها أطراف سعودية نافذة وكذلك كما توارت في طي النسيان فضيحة مجموعة كافكو الكويتية في أمريكا وجريمة القتل التي ارتبطت بها على أرض الكويت !!!       ختاما نقول :يا فهد الرجعان أنت ومَن وراءك ں ستقفون يوما أمام قضاء عادل لا يُسقط القضايا بالتقادم ولا يحكم بالامتناع ععن النطق بالحكم ولا يقضي بالبراءة لعدم كفاية الأدلة أو لعدم قانونية أجراءات الضبط ، فكلوا وتمتعوا قلليلا إنكم مجرمون .