الجمعة، 19 يونيو 2015

تخلو يا كويتيين عن فكرة عيشة السلاطين !

       أول أمس عقدت مؤسسة مرزوق الغانم للخدمات البرلمانية والمعروفة
رسميا باسم ( مجلس الأمة * جلسة كان من ضمن ما نوقش فيها موضوع العمالة
المنزلية والقانون المقترح بشأنها .

       حصل Action كالعادة وسُجلت بطولته هذه المرة باسم سعدون حماد
العتيبي الذي انسحب من الجلسة وحبيب الشعب خلف دميثير الذي اتهمه
بالانحياز لأصحاب مكاتب الخدم قائلا بأنه سيحمي مليوني مواطن ووافد من
جشعهم .

       يُقال أن قانونهم المنتظر مر في المداولة الأولى ولا ندري عن
مصيره بعد ذلك ؛ لكن الذي نعرفه هو أن تكلفة استقدام خادمة واحدة من شرق
وجنوب شرق آسيا صارت تعادل تكلفة الارتباط بزوجتين وربما أكثر من تلك
المناطق وأنتم كيفكم !

       لو أن العبء المادي ارتبط فقط باستقدام الخادمات والسائقين
لصبرنا وأجرنا على الله ؛ لكن أفلام الآكشن لهروب هؤلاء من البيوت لا
تنافسها إلا أفلام موظفي مرزوق الغانم في مجلس أمته وهو ما يعني أن دفع
الألف والألف ونص باتت حالة متكررة في حياة العوائل الكويتية تشفط جيوب
رجالها ونسائها شفطًا !

       في ظل هذا الوضع فإن حل مشكلة العمالة المنزلية هو بيد المواطن
الكويتي والمواطنة الكويتية ، نعم ؛ فليس أمام الكويتيين إلا التنازل عن
حياة السلاطين التي يريدون أن يعيشوها بالعفرتة ، فعلى الكويتيين التفرغ
لشؤون بيوتهم والتخلي عن معظم ما يدعون أنها واجبات اجتماعية أغلبها
مُختلق ودخيل على عاداتنا وتقاليدنا !

       مَن استطاعت مِن نساء الكويت أن تستغني عن الخادمات في بيتها
فالتفعل ومَن لم تستطع فعليها الاكتفاء بوجود خادمة واحدة في المنزل فقط
كي تكون مُساعدة لراعية البيت لا بديلة عنها ؛ ولتعلم المرأة الكويتية
أنها إن ارتضت لطفلها أن يتدفأ بحضن الخادمة فإن والد الطفل قد يبحث هو
الآخر عن الدفء في نفس الحضن !

       أما أنت أيها الرجل الكويتي فاترك عنكَ حياة الربادة والتمبلة
وقم على خدمة أهلكَ وأغنهم عن السائق الهندي أو السيلاني ؛ واعلم أنكَ إن
ارتضيتَ لهذا السائق أن يأخذ دوركَ في خدمة أهلك فإنهم قد يرتضون منحه
ذلك الدور في موضع آخر لن يرضيك حتما !

       وأنتَ يا ديوان الخدمة المدنية فك الناس مِن شر بصمتكَ وركز على
أداء الموظفين لأعمالهم لا على حضورهم وانصرافهم كي تساعد الكويتيين على
توصيل أطفالهم إلى المدارس بعيدا عن نرفزة الخوف من التأخير والخصم !

       على الزوجين في البيت الكويتي أن يتعاونا في حال الاستغناء عن
الخادمات والسائقين ، فليس عيبا أن يعاون الزوج زوجته في أعمال المنزل
كما أن كثيرا من مشاوير الزوجة إن كانت لا تملك رخصة قيادة يمكن
الاستغناء عنها وإلغائها بعد التخلي عن الواجبات الاجتماعية المختلقة .

       طرح مثالي عشتُه في حلم جميل من أحلام اليقظة ، وفي حالة تحقيق
هذا الحلم فإن ميزانية الأسرة الكويتية لن تتخفف من أعباء رواتب ومعيشة
الخادمات والسائقين فحسب لكن مع تغير الثقافة الاجتماعية فإن مصاريف
كثيرة سيتم توفيرها خاصة ما يتعلق منها بخرابيط الحريم مثل الاستقبالات
السخيفة التي تكلف قصات شعر ومكياج وحلويات ومعجنات إلخ من مصاريف إضافة
إلى تفصيل بدلات تُنفق عليها المرأة الكويتية آلاف الدنانير لتلبسها مرة
واحدة فقط ثم تركنها في الكبت وهي قابلة للاستعمال مرات ومرات !

       في حالة تحقيق هذا الحلم الجميل سيعود أطفال الكويت للارتباط
بآبائهم وأمهاتهم في بيوت لا يسكنها إلا أهلها ؛ بيوت تحتفظ بأسرارها ولا
تُهتك أستارها ، وسيكون الوالدان أكثر قدرة على تلبية متطلبات الأطفال
لأن أموالا كثيرة عادت إلى مكانها الطبيعي في ميزانية الأسرة .

       في حالة تحقيق هذا الحلم الجميل فإن أصحاب مكاتب الخدم سيجثون
على ركبهم عند أبواب بيوتنا ويتوسلون إلينا أن نشتري منهم بضاعتهم
الآدمية وسيقدمون لنا عروض ( امسح واربح ) عند اقتنائنا لسائق أو لخادمة
!

       بعد نهاية حلم اليقظة الوردي أقول : تخلوا يا كويتيين عن فكرة
عيشة السلاطين ؛ فإلم تفعلوا ولن تفعلوا فقلعتكم وزين يسوون فيكم أصحاب
مكاتب الخدم ، ويا ليت أسعار استقدام الخادمات تصبح أعلى من مهور الحريم
!

الأحد، 14 يونيو 2015

عجوز خيبر والاستعراض السخيف !

        ساقت لنا الأخبار قرار وزارة الإعلام الكويتية المتأخر جدا بمن عرض

مسلسلات العجوز المأفونة رغدة في كافة وسائل الإعلام بدولة الكويت .

 

        نقول بأن ذلك القرار متأخر لأن عجوز خيبر كانت تسيء لتاج رأسها دولة

الكويت منذ أكثر من 15 سنة حينما كانت تتردد على زيارة بغداد قُبيل سقوط نظام الرئيس

الراحل صدام حسين والذي كان وقتذاك في حالة من الإفلاس بحيث لم يجد شخصيات يحتفي بها

سوى الخائبة رغدة وأمثالها الذين ليست لهم أية قيمة ، والأخطر أن العجوز المأفونة الفاشلة

والتي تعاني من الإفلاس هي الأخرى أساءت إلى رموز الإسلام وهو ما يستدعي وضعها على القائمة

السوداء وعزلها فنيا بل وتقديمها إلى المحاكمة وليس مجرد منع عرض مسلسلاتها في دولة دون غيرها .

 

        ما يُثير الاستغراب في قرار وزارة الإعلام الكويتية بمنع عرض مسلسلات

عجوز خيبر إضافة إلى كونه متأخرا هو أنه ارتبط ببطولات سياسية وهمية لشخصيات سياسية مفلسة

في الداخل الكويتي تصدرت هذا المشهد وصورت ذاتها على أنها هي التي قادت الحملة لمنع

مسلسلات رغدة وأنها هي التي قدمت هذا الطلب إلى وزارة الإعلام ؛ علما بأن قرارا من هذا

النوع يمكن اتخاذه في سياق إداري ولا حاجة إلى أن يتقدم نائب برلماني بطلب اتخاذه .

 

        يبقى في الختام أن نتساءل : أيهما أخطر ؛ تخرصات العجوز المأفونة التافهة

تجاه دولة الكويت أم المواقف الفعلية للدول التي ساندت الغزو العراقي لدولة الكويت ؟

 

        إذا ما أخذنا في الاعتبار تسامح حكومة وشعب دولة الكويت مع ما كانت تسمى

دول الضد دون أن تقدم تلك الدول أي اعتذار عن موقفها المساند للغزو العراقي فإنه يجب

أذًا التسامح مع عجوز خيبر رغدة لأن ما قالته هو بالتأكيد أهون من مساندة دول الضد للغزو

العراقي ووقوفها مع نظام صدام حسين آنذاك في كل المحافل الدولية وتسخير إعلامها للتطبيل

له وتبرير جريمته ، لذلك فإن فرح الكويتيين بمنع مسلسلات رغدة إذا ما قارناه بسلوكهم

تجاه دول الضد وخاصة الأردن فإننا سنجد أن موقفهم إزاء رغدة لا يعدو كونه مجرد استعراض

سياسي سخيف لا علاقة له لا بالمبادئ ولا بالشعارات الوطنية التي ارتبطت بهز الوسط والتراقص

طربا على الأغاني الوطنية ابتداء بطلعنا من باب السور وانتهاء بلا أُو ولا بِي !