انتشر عبر اليوتيوب مقطع السبعة عشر دقيقة والذي ظهر فيه بعض مدعي التحليل الرياضي في قناة بي ان سبورت وهم يشمتون بخسارة المنتخب السعودي أمام روسيا 5/0 ، واشتمل كلام هؤلاء على بذاءات وتخريفات يبدو أنها من كلام آخر الليل .
لن نتعامل مع الموضوع من الزاوية السعودية إذ ومع كل أسف مسألة تدني الخطاب الإعلامي بين خصوم الأزمة الخليجية التي ما زال أعداؤنا يفرحون باستمرارها ويستفيدون منها باتت أمرا اعتياديا ، فالإساءة للسعودية ورموزها عبر وسيلة إعلام عنوانها قطر ليس أمرا يستحق كتابة مقال عنه ؛ لكن لو تمت قراءة بذاءات تلك الحفنة المأجورة التي لا علاقة لها بالرياضة لا من بعيد ولا من قريب بشيء من التعقل لوجدنا أن هؤلاء أساؤوا إلى قطر بأضعاف ما أساؤوا إلى السعودية !
تلك الحفنة المأجورة لم يكن بينهم قطري واحد والبذاءات التي تفوهت بها ألسنتهم ليست هي لغة أهل قطر الحقيقيين ، كذلك فإن الدوحة تنتظر استضافة العالم عبر مونديال 2022 وفكرة الشماتة بفريق خسر مباراة غير مقبولة رياضيا وعليه فإن ارتباط اسم قطر بعنوان هذه الإساءات يجعلها في موقف محرج أمام العالم ، كذلك فإن ربط الرياضة بالسياسة هو أمر مرفوض أيضا فكيف تشمت وسيلة إعلامية محسوبة على قطر لأسباب سياسية بخسارة فريق ربما يكون أحد المشاركين في مونديال الدوحة والتي هي ملزمة بتوفير كافة وسائل الراحة والتعامل المحترم مع ضيوفه .
بناء على ما تقدم أرجو من الأصوات الإعلامية المسموعة في الشقيقة قطر أن تطلق حملة وطنية تطالب بإقالة كل من شارك في هذا المقطع المسيء لقطر قبل السعودية فورا وعلى أساس ثلاث بنود :
1 – التأكيد على احترام الشباب الرياضي السعودي والذي لا علاقة له بصنع القرار السياسي وتمني التوفيق له في المباريات القادمة ، مع التذكير بأن الدوحة شهدت ملاعبها أعظم الإنجازات الكروية السعودية ؛ ( الفوز بكأس آسيا عام 1988 * الوصول لكأس العالم عام 1994 والذي استضافت قطر الدور النهائي لتصفياته الآسيوية * الوصول إلى كأس العالم عام 1998 عبر مباراة فاصلة مع المنتخب القطري في الدوحة ) .
2 – التأكيد على تعزيز ثقة العالم في قطر والتي أفْضَت إلى نيلها شرف تنظيم مونديال 2022 واستعدادها لاستقبال كافة الفرق التي ستشارك فيه وفق أخلاق أهل قطر وبناء على كون الرياضة رسالة محبة تتم عبرها تهنئة الفائز ورجاء حظ أوفر للخاسر ليكون بذلك تجمع الرياضيين على أرض قطر هو الفوز الحقيقي .
3 – مع استمرار الاستعدادات لاستضافة الدوحة مونديال 2022 تؤكد قطر رفضها المطلق لربط الرياضة بالأحداث السياسية تحت أي ظرف كان وتشدد على احترامها لكل الرياضيين والإعلاميين والجمهور وكافة ضيوف قطر المحتملين من الآن .
قد يجادل بعض إخواننا في قطر بأن تركي آل الشيخ كانت له تصريحات مسيئة لقطر وشبابها الرياضي فنقول لهم نعم ؛ كلامكم صحيح ، لكن الأصح هو أن تنظروا أنتم للموضوع من زاويتكم وليس من زاوية آل الشيخ أو غيره ، فالعين عليكم وليست عليه باعتباركم حاضني المونديال القادم ، فسارعو من أجل قطر بإقالة الحفنة المأجورة البذيئة والتي لا تستحق أن تطل على العالم عبر شاشة عنوانها قطر ، وعيدكم مبارك .