السبت، 16 يونيو 2018

من أجل قطر ، أقيلوهم

        انتشر عبر اليوتيوب مقطع السبعة عشر دقيقة والذي ظهر فيه بعض مدعي التحليل الرياضي في قناة بي ان سبورت وهم يشمتون بخسارة المنتخب السعودي أمام روسيا 5/0 ، واشتمل كلام هؤلاء على بذاءات وتخريفات يبدو أنها من كلام آخر الليل .

        لن نتعامل مع الموضوع من الزاوية السعودية إذ ومع كل أسف مسألة تدني الخطاب الإعلامي بين خصوم الأزمة الخليجية التي ما زال أعداؤنا يفرحون باستمرارها ويستفيدون منها باتت أمرا اعتياديا ، فالإساءة للسعودية ورموزها عبر وسيلة إعلام عنوانها قطر ليس أمرا يستحق كتابة مقال عنه ؛ لكن لو تمت قراءة بذاءات تلك الحفنة المأجورة التي لا علاقة لها بالرياضة لا من بعيد ولا من قريب بشيء من التعقل لوجدنا أن هؤلاء أساؤوا إلى قطر بأضعاف ما أساؤوا إلى السعودية !

        تلك الحفنة المأجورة لم يكن بينهم قطري واحد والبذاءات التي تفوهت بها ألسنتهم ليست هي لغة أهل قطر الحقيقيين ، كذلك فإن الدوحة تنتظر استضافة العالم عبر مونديال 2022 وفكرة الشماتة بفريق خسر مباراة غير مقبولة رياضيا وعليه فإن ارتباط اسم قطر بعنوان هذه الإساءات يجعلها في موقف محرج أمام العالم ، كذلك فإن ربط الرياضة بالسياسة هو أمر مرفوض أيضا فكيف تشمت وسيلة إعلامية محسوبة على قطر لأسباب سياسية بخسارة فريق ربما يكون أحد المشاركين في مونديال الدوحة والتي هي ملزمة بتوفير كافة وسائل الراحة والتعامل المحترم مع ضيوفه .

        بناء على ما تقدم أرجو من الأصوات الإعلامية المسموعة في الشقيقة قطر أن تطلق حملة وطنية تطالب بإقالة كل من شارك في هذا المقطع المسيء لقطر قبل السعودية فورا وعلى أساس ثلاث بنود :
1 – التأكيد على احترام الشباب الرياضي السعودي والذي لا علاقة له بصنع القرار السياسي وتمني التوفيق له في المباريات القادمة ، مع التذكير بأن الدوحة شهدت ملاعبها أعظم الإنجازات الكروية السعودية ؛ ( الفوز بكأس آسيا عام 1988 * الوصول لكأس العالم عام 1994 والذي استضافت قطر الدور النهائي لتصفياته الآسيوية * الوصول إلى كأس العالم عام 1998 عبر مباراة فاصلة مع المنتخب القطري في الدوحة ) .
2 – التأكيد على تعزيز ثقة العالم في قطر والتي أفْضَت إلى نيلها شرف تنظيم مونديال 2022 واستعدادها لاستقبال كافة الفرق التي ستشارك فيه وفق أخلاق أهل قطر وبناء على كون الرياضة رسالة محبة تتم عبرها تهنئة الفائز ورجاء حظ أوفر للخاسر ليكون بذلك تجمع الرياضيين على أرض قطر هو الفوز الحقيقي .
3 – مع استمرار الاستعدادات لاستضافة الدوحة مونديال 2022 تؤكد قطر رفضها المطلق لربط الرياضة بالأحداث السياسية تحت أي ظرف كان وتشدد على احترامها لكل الرياضيين والإعلاميين والجمهور وكافة ضيوف قطر المحتملين من الآن .

        قد يجادل بعض إخواننا في قطر بأن تركي آل الشيخ كانت له تصريحات مسيئة لقطر وشبابها الرياضي فنقول لهم نعم ؛ كلامكم صحيح ، لكن الأصح هو أن تنظروا أنتم للموضوع من زاويتكم وليس من زاوية آل الشيخ أو غيره ، فالعين عليكم وليست عليه باعتباركم حاضني المونديال القادم ، فسارعو من أجل قطر بإقالة الحفنة المأجورة البذيئة والتي لا تستحق أن تطل على العالم عبر شاشة عنوانها قطر ، وعيدكم مبارك .

الخميس، 14 يونيو 2018

يا لِثارات حلب ويا لِخيبة العرب !

        حين اجتاحت قطعان المجوسي النذل قاسم سليماني حلب بغطاء جوي روسي ومصاحبة كواولة العراق وزعران لبنان وغيرهم من الكلاب الضالة شمت أذناب إيران بنا كعرب مثل ذلك الحقير حامل الجنسية الكويتية الذي كتب على حسابه في تويتر : " اليوم طعم الفستق الحلبي غير " !

        ذُبِحَتْ حلب على بعد 25 كيلومترا فقط من حدود تركيا الأردوغانية التي امتدت أذرعتها إلى ضفاف الخليج العربي والبحر الأحمر بينما لم تكتفِ بأن قَصُرَتْ عن نصرة الجار الحلبي فحسب بل كثفت تنسيقها مع مَن ذبحه على حساب مصالح أمة العرب التي يهيم كثيرون من سنتها بالترك بينما يوالي معظم شيعتها الفرس المجوس !

        اليوم تقف حديدة اليمن العربية على أبواب التحرير من رجس المحتل الإيراني عبر وسيطه الحوثي وذلك بتضحيات أهل اليمن والسعودية والإمارات ، وفي مثل هذه المواقف لا يجوز حتى السكوت ويجب إظهار الفرح بتحرير الحديدة كمقدمة لدحر الوجود الفارسي في اليمن ، ولا مجال هنا لوضع رِجْلٍ في خندق والرجل الأخرى في الخندق المقابل ؛ فمَن لا يظهر الفرح بتحرير الحديدة اليوم لن يجد له بواكي في الغد !

        لسنا على اتفاق مع العديد من سياسات قادة الرياض وأبو ظبي لكن حين تكون المواجهة مع عدونا الأخطر ( إيران ) فإن كل اختلاف أو حتى خلاف يُنحَّىْ جانبا إذ لا صوت يعلو فوق صوت المعركة ، ولقد وقفنا بكل فخر مع العراق في ملحمة القادسية الثانية رغم أننا لم نكن على ود مع نظامه السياسي ؛ فكيف تتقاعس اليوم كثير من ألسنتنا وأقلامنا عن نصرة أهلنا في اليمن والسعودية والإمارات ولو بكلمة وهم يقدمون أرواح فلذات أكبادهم فداء لنا ؟

        في الختام نقول : الذي يدعي أنه عربي ولم يظهر احتفاءه بتحرير الحديدة ويعبر عن نصرته لإخوانه عليه إجراء اختبار DNAللتأكد مما إذا كان فعلا ينتمي لهذه الأمة العظيمة أم لا ، أما ذلك الذي يدعي العروبة ويعترض على تحرير الحديدة ولا تشغله إلا قصة تدرب الفتاة السعودية على ركوب الدراجة النارية فهذا أحقر وأنذل من كلب المجوس قاسم سليماني .

الاثنين، 4 يونيو 2018

مصطلح عُبَّاْدِ رمضان : عيب .

        من الأمور المفرحة في رمضان إقبال الناس على المساجد وهو من القربات العظيمة التي يضاعف ربنا سبحانه أجرها في هذه الأيام الفضيلة ، لكن المحزن أنه في غير رمضان تكاد المساجد تخلو من عُمَّاْرِهَاْ المفترضين ، ففضل صلاة الجماعة عظيم وحتى بعض أهل العلم الذين لا يرون وجوبها وفق استنباطاتهم الفقهية للأدلة الشرعية لم يرد عنهم أنهم كانوا يتهاونون في أدائها بل إنهم كانوا يلومون مَن يتخلف عنها وهو قادر .

        بعض الوُعَّاظ هداهم الله أشاعوا مصطلحا خاطئا يرمز لمَن يعتادون المساجد في رمضان ويهجرونها بقية العام وهو مصطلح ( عُبَّاْدُ رمضان ) ! ، وهذا مصطلح مخالف لهدي الشريعة الإسلامية الغراء لأسباب نورد منها ما يلي :
1 – لا أحد يعبد رمضان فالمصلون كلهم يعبدون الله وإن قصروا ، فلا يجوز إضفاء صفة عبادة رمضان على أحد منهم مع تقديرنا لسلامة نية الوُعَّاْظ الذين أَطلقوا هذا المصطلح .
2 – نحن كمسلمين مأمورون بإحسان الظن ، وعليه فلعل مَن تساهل في أداء الصلاة جماعة طيلة العام وحرص عليها في رمضان أخذ بفتوى عدم الوجوب واهتم بإتيان المساجد في رمضان من باب مضاعفة الطاعات في موسم الخير ، وفي رمضان يُشْرَع للمسلم مضاعفة العبادات وهذا هو هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان أجود ما يكون في رمضان ما يدل على مضاعفة العبادة فيه عن غيره من أشهر السنة .
3 – نحن المسلمين مأمورون بنص كلام الله تعالى أن ندعو إلى سبيل ربنا بالحكمة والموعظة الحسنة ، كما نص كلام رسوله عليه الصلاة والسلام بأمرنا أن نكون مبشرين ونهينا عن أن نكون منفرين ، وعليه فإنه يجب إظهار الفرح بالمصلين الذين يعمرون المساجد في رمضان بهدف استمالتهم للخير وأهله ولا يصح تعييرهم بغيابهم عن المساجد بقية أيام السنة لا لأنهم غير مقصرين بل لأننا منهيون عن أن نكون منفرين ، أما هدايتهم من عدمها فهي بيد الهادي سبحانه .
4 – بعض المتساهلين في حضور الصلاة جماعة في المسجد لديهم خصال طيبة رغم تقصيرهم تفوق بعض رواد المساجد رغم أنهم على خير في هذا الجانب ، فالذي يصلي في بيته لكنه يغض البصر ولا يأكل السحت ولا يؤذي جيرانه ولا يشهد الزور ولا يتبنى الفكر الجاهلي المتعصب أفضل بلا شك من ذلك الذي يصلي الخمس في المسجد بينما هو متلوث بهذه الآفات ، لذلك فإن استمالة مَن يأتون المساجد في رمضان من قبل أهل الخير بدل تعييرهم بمصطلح عُبَّاْدِ رمضان قد يعزز الخصال الطيبة فيهم حين تتحول من مجرد خلق كريم إلى حالة تعبدية يتقرب بها المسلم لربه .

        ختاما بقيت كلمة يجب أن تُقال لكل رجل مسلم بالغ قادر على حضور صلاة الجماعة :
     " اعلم هداك الله أن كثيرين من ذوي الأسقام والإعاقات وكثيرين من أهل المشاغل كالعاملين في المواقع الحساسة وكثيرين مِمَّنْ ابتلاهم الله بشيء من الخوف يتمنون الصحة والفراغ والأمن كي يتمكنو من حضور الصلاة جماعة مع المسلمين ، وهذه النعم العظيمة التي حباك ربك سبحانه بها واجبة الشكر ومن أعظم مظاهر شكر الله عليها لزوم الجماعة في المسجد ، فلا تنشغل باختلاف أهل العلم الفقهي حول وجوب صلاة الجماعة من عدمه ولا تتجادل مع أحد بشأنه وتعامل أنت مع صلاة الجماعة على أنها واجبة ، فإن صح قول مَن يرون وجوبها فقد قمتَ بما افترض عليك ربك وإن صح قول مَن لا يرون الوجوب فقد أدركْتَ خيرا عظيما لا ينبغي لك تفويته ، واعلم يا رعاك الله أن زينة الحياة الدنيا ( المال والبنون ) لا تساوي تكبيرة واحدة خلف الإمام ، فكيف تتخلف أنت عن حضور صلاة الجماعة في المسجد كي تتابع مسلسلا أو مباراة أو تشاهد مقاطع سخيفة على الهاتف أو تتسكع في الشوارع والمجمعات التجارية ؟ "

السبت، 2 يونيو 2018

اذهبو إلى تركيا ولكن :

        أثار مقالنا الذي نشرناه بالأمس ( صيفهم في تركيا وصيفنا في الكويت ) ردود أفعال متباينة ، فمنها ما استحسن المقال ومنها ما استهجنه ، ورغم أننا لسنا ملزمين بتبرير مواقفنا لمَن يختلف معنا طالما أننا نقدره ونحترمه إلا أن ثَمَّةَ أمورا نرى من الواجب توضيحها كي لا يفهمنا بعض مَن نحبهم على غير السياق الذي استهدفناه ، وتتلخص تلك الأمور في النقاط التالية :
أولا – نحن لا يعنينا أمر أفراد قصدوا تركيا للسياحة أو آخرون لهم فيها مصالح وأعمال شخصية أو مَن قد تكون له قرابة ونسب هناك ، لكننا معنيون بما نشره كاتب صحفي عبر منصة مقروءة وما تفوه به إعلامي يصنف على أنه شيخ كان يعتلي منبر الجمعة في المسجد القريب من منزلنا بمنطقة الفروانية في ثمانينيات القرن الماضي حتى أوقفه طول لسانه عن الخطابة ولم يعد إليها إلا وفق مقتضيات مصالحات السلطة مع التيارات المختلفة بعد الغزو ، فهذا يدعو الناس للسفر وإنفاق الأموال خارج بلادهم وذاك يدافع عن تركيا بعد أن كان يهاجم كل ما يراه منكرا في الكويت ، ولقد أوضحنا في مقالنا أننا كُنا مع انتقادات خطباء المنابر سواء لما كان يجري في الأندية البحرية أو لتجاوزات أهل الفن ولم نكن ضدها ، لكن أن يأتي هؤلاء ليدافعوا عن بلد يرعى منكرات تمثل أضعاف ما كانوا ينتقدونه في الكويت فهذا ما لا نقبل به ولا نفهمه .
ثانيا – فكرة دعوة الناس للسفر خارج الكويت لقضاء إجازة الصيف عبر منصات الإعلام مرفوضة من حيث المبدأ ليس من باب تشجيع السياحة الداخلية فحسب ولكن لأنها تعزز ثقافة خاطئة مفادها إلزام أرباب الأسر باصطحاب عوائلهم للسفر كل صيف ، وهذه الثقافة التي انتشرت كانتشار النار في الهشيم في مجتمعنا تسبب كل سنة مشاكل لا حصر لها في بيوت أهل الكويت لا يشعر بها الكاتب الصحفي ولا الإعلامي الشيخ ، وعليه فإنه لا ينبغي أصلا لمتصدري منابر الإعلام دعوة الناس لقضاء الصيف خارج الكويت لا في تركيا ولا في غيرها ، وكل أدرى بظروفه الخاصة .
ثالثا – علاقات النظام السياسي التركي مع الصهاينة والصفويين جاهر بها أردوغان ذاته ، وإبعاد سفير إسرائيل لدى تركيا لم يوقف علاقات العمل والتجارة ولا حتى التنسيق العسكري ، وتنسيقات أردوغان مع العدو الفارسي والروس كلها على حساب العرب السنة من أهل المنطقة ، فإن كان هناك مَن أغضبه كلامنا عن أردوغان فعساه ما يرضى ولا كرامة .
رابعا – وصفنا للاحتلال التركي بأنه استعمار هو تلطيف لما أورثه ذلك الاحتلال من تخلف في منطقتنا العربية التي عانت من الأتراك أبشع أشكال التمييز ، ثم إننا كعرب نفتخر بكل مَن نعتبره بطلا إسلاميا ؛ فصلاح الدين الكردي عندنا بطل والسلطان محمد الثاني نسميه فاتحا بل إن بعضنا يقول بأنه المعني بحديث الرسول صلى الله عليه وآله وسلم : " نعم القائد ذلك القائد ونعم الجيش ذلك الجيش " وإن كنتُ شخصيا أرى أن للقستنطينية فتحا غير غزوة السلطان التركي لعاصمة البيزنطيين يعقبه فتح لِرُوْمَاْ لا أظن حتى أحفاد أبنائنا أهلا لإنجازه وفق معطيات حسابات البشر إلا أن يكون قد سبق في علم الله سبحانه ما لا تدركه استنباطات عقولنا القاصرة ، فما هو موقف الأتراك من أبطال الإسلام ؟ ، هل يفتخرون بصلاح الدين ؟ * هل يعتزون بقتيبة بن مسلم ومحمد بن القاسم وعقبة بن نافع وموسى بن نصير وغيرهم من أبطال الإسلام العرب ؟ ، لماذا حين يتعصب غيرنا لقوميته ويعاملنا بجفاء وكراهية يتم السكوت عنه وحين ننتخي لأنفسنا كعرب يعيرنا البعض بالقومية ، أليست تلك وغيرها أسئلة يجب أن نصارح بها أنفسنا ثم نختمها بالسؤال الأهم : ماذا قدمت سلطة الاحتلال العثماني للعرب ؟ ، بعدها نتوقف مع أنفسنا وقفة تأمل لنحاول أن نفهم : لماذا يخاطبنا أردوغان بلغة الحديث عن الحقبة العثمانية بينما لا يفعل الشيء ذاته مع دول القطاع الأوربي الذي كانت تسيطر عليه تلك الدولة الغابرة والتي يقسم أردوغان على احترام النظام الذي أسقطها ويضع صورة مؤسسه خلفه في كل محفل ؟

        أظن بعد ما ذكرناه أن النقاط قد أصبحت على الحروف ، ونقول لكل مَن يتصدر عبر الإعلام الدعوة لقضاء الصيف في تركيا والكلام موجه لهؤلاء لا لغيرهم : إذا اعترضتم على تنظيم حفلة غنائية في الكويت أو أشغلتم الرأي العام المحلي بهفوة مذيع أو مذيعة وما شاكل ذلك من الأخطاء فسنبصق في وجوهكم قبل أن ننكر على المخطئين ، أما إذا اِرْعَوَيْتُمْ وعدتم إلى رشدكم وفق القسطاس المستقيم فسنكون معكم كما كُنا من قبل ، فاحترمونا نحترمكم .

الجمعة، 1 يونيو 2018

صيفهم في تركيا وصيفنا في الكويت

        مع بداية مرحلة التمييز والإدراك في طفولتي الله يذكرها بالخير كان تلفزيون الكويت في فترة الصيف يذيع يوميا برنامج الترويح السياحي مع نشرة الصيدليات المناوبة وحركة الطيران ، وكان ليل صيف تلك الأيام جميلا مع الحوش والسكة والنوم على السطوح .

        شخصيا أنتمي لأسرة لم تكن تعرف للسفر في الصيف طريقا وكان اجتماعنا في الظهيرة تحت مكيف الشباك التي يعزلنا صوتها عن ضجيج العالم الخارجي جميلا والهدوء بعد إطفائها عصرا أجمل لأنه يؤذن بقرب الخروج إلى الحوش والشارع .

        في تلك الأثناء هبت علينا رياح ما عُرِفَ بالصحوة الإسلامية كنتيجة لظروف معقدة ليس هذا مجال الحديث فيها ، لكن أغلب الأصوات التي برزت عندنا في الكويت مصاحبة لتلك الصحوة كانت تتبع تيار الإخوان المسلمين ، واعترضت تلك الأصوات على حفلات الغناء وبعض المسلسلات ومظاهر التبرج والاختلاط ، وكان الترويح السياحي أحد الأهداف التي ضربتها سهام بعض خطباء المنابر رغم أن الخمور لم تكن تُدار على أبراجنا الشامخة ولا في كفتيريات حديقة وهران والحزام الأخضر ولا حتى على مسرح سيلما الأندلس !

        وقتها تجاوب كثير منا مع دعوات خطباء المنابر لأنها وللأمانة اشتملت على كثير من الحق ، فالتبرج ومظاهر التعري على الشطآن والقيم المحرضة على الانفلات في الإعلام كانت موجودة ونحن لا ننكر تلك الحقائق ، لكن المفاجأة والصدمة جاءتنا كالصاعقة حينما سمعنا أصواتا كان بعضها يحارب حتى حفلات العيد الوطني في بلاده تحت بند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تدعونا اليوم لقضاء صيفنا في تركيا العلمانية رسميا وتقول لنا : " صيفنا في تركيا أحلى " ، وصل الحال ببعضهم إلى وصف تركيا بأنها بدأت تتطهر بينما غيرها بدأ يتنجس !

        في تركيا يقسم رئيس الدولة على احترام العلمانية والالتزام بمبادئها ، وفي تركيا تُدار الخمور في كل مكان ، وفي تركيا تنتشر برعاية القانون مواخير الدعارة ( الكرخانات ) ، أما في الكويت فإن دستور الدولة ينص على أن دينها الإسلام والقانون فيها يمنع تداول الخمور ولا يمنح الشرعية لمواخير الدعارة ، فكيف لتلك الحفنة المتحزبة التي حرمت كل شيء في الكويت المسلمة أن تدعونا لصرف عزيز أموالنا في تركيا العلمانية نصرة لليرتها المتهاوية ؟

        ذهبتُ شخصيا إلى تركيا مرة واحدة أعتبرها سقطة لا يمكن تكرارها ، فهناك شعب لا يحبنا نحن العرب رغم أن منا وفينا مَن يعتبر حقبة استعمارهم البغيض لمعظم بلادنا خلافة إسلامية ، وهناك دولة تتحالف مع كل عدو لنا حيث تقيم أوثق العلاقات مع الصهاينة والصفويين في آن واحد ،  ولن ننسى أبدا زيارة المدعو أردوغان إلى طهران عاصمة الشر والدجل بعد يومين فقط من انطلاق عاصفة الحزم ليصف تلك المدينة بأنها بيته الثاني !

        اذهبو أيها الإخونجية ومَن شايعكم إلى تركيا واستنشقو عفن آباط هؤلاء القوم من الوصول إلى المغادرة ونحن سنظل في الكويت لأن صيفنا بين أهلنا أحلى ، لكن اعلمو أنه إذا عادت برامج الترويح السياحي عندنا كما عهدناها ثم اعترضتم أنتم عليها فسنبصق في وجوهكم ونحن نترحم على الأستاذ صالح شهاب عراب تلك البرامج ، فلا مكان اليوم للخديعة والمخادعين بيننا بعد أن أنكشف المستور .