السبت، 1 مايو 2021

نعم : أنا نِسْوَنْجِيْ !

        قبل انتشار التقنية الحديثة الداعمة لخدمات إمكانية الوصول كنت كشخص كفيف غير قادر على التواصل المستقل مع طرف آْخَر دون وسيط ، لكن التقنية الحديثة رغم بعض قصورها أتاحت لي التواصل مع العالم كله دون وسيط 

.

 

        اقتحمتُ كالآخَرين عالم ما يسمى السوشال ميديا بكل ما فيه وما فِيَّ أنا أيضا من إيجابيات وسلبيات ، لكن بحكم السِن والفكرة الدارجة عني وما أدعيه مِن استقامة ورَزانة أرجو أن أكون صادقا فيها فإنني لم أدخُل عالم العبث الصبياني وركَّزْتُ على ما أظن أن فيه فائدة ونفع وزيادة معرفة .

 

        في هذه المسيرة لم يكن الذكور وحدهم هم مَن تعاملْتُ معهم لكن أيضا تعاملْتُ مع أخوات فاضلات من النساء متزوجات وعازبات وحتى مطلقات ، ولا أريد أن أَكْذِب كما يدعي معظم مَن يُفترَض أنهم رجال وأقول أن شعوري تجاه مَن أتعامل معهن من النساء هو نفس شعوري تجاه أخواتي من النسَب ؛ فهذا لا يمكن أن يكون صحيحا وحتى كثيرات من النساء اللائي يَدَّعين تصديق هذا الكلام غير صادقات في دعواهن وهن يعلَمْن تماما طبيعة مَيل الطرف الآْخَر تجاههن ، لكن ما أستطيع تأكيده هو أنني حين أتعامل مع أخت متزوجة أضع نفسي مكان زوجها ولذا فإنني بحمد الله انتصرتُ بعونه سبحانه على كل مَيل غريزي قد يحدث حين يعجبني مَنطِق هذه أو تلك من أخواتي المتزوجات مما جعلني لا أفكر ولا حتى أحلم بأي منهن في أوضاع خاصة ، أما أخواتي العازبات من الأبكار والثَيِّبات فإنهن بالنسبة لي صنفان : الصِنْف الأول هن الصغيرات دون سن الثلاثين حيث أتعامل معهن تعامُلًا أَبَويا ؛ فأنا لا أتفق أبدا مع فكرة أن العلاقة مع الفتيات الصغيرات مشروعة كانت أَم غير مشروعة تُجدِد الشباب ولذلك فإنني لا أَشْعُر تجاه بناتي الصغيرات اللواتي أصادفهن في وسائل ووسائط التواصل الاجتماعي بأي مَيل غريزي ، أما الصِّنْف الثاني من النساء غير المرتبطات من اللاتي تبلغ أعمارهن الثلاثين فما فوق فإنني أكذب إذا قُلْتُ أنني لا أجد في نفسي مَيلا تجاه مَن يعجبني منطقها وعذوبة كلامها منهن خاصة مَن كُنَّ دون الستين من العمر ؛ لكن بفضل الله فإن هذه المشاعر كانت وما زالت وستظل بإذن الله سِرا بَيني وبين ربي كما أنها لن تكون دافعا للتعرض بِسوء لأي امرأة أصادفها في العالم الافتراضي ، وكل مَن تقرأ هذه السطور يمكنها تسجيل هذا الكلام علَي إذا لم ألتزم به .

 

        بقي أن أقول أن التعبير عن أي مَيل تجاه امرأة أصادفها في العالم الافتراضي إن حَدَث فسيكون مرتبطا بمشروع زواج قد ينجح فيتم إشباع ذلك المَيل تحت رداء الطهارة ؛ وقد لا ينجح فتظل تلك الأخت الكريمة التي لم يُقدر لي ربي الزواج منها عزيزة لها كل الاحترام ولن يمسها مني سوء أبدا .

 

        في كل الأحوال وبعد كل تلك التفاصيل أود أن أؤكد اعتزازي بكل امرأة كريمة طيبة عرَفْتُها في العالم الافتراضي وأَن تواصلي معهن في مجالات تبادل الفوائد تقنية كانت أَم فكرية سيستمر ويتعزز ؛ وإذا كان هذا التواصل يُفَسَّر من البعض على أنه شكل من أشكال النِّسْوَنْجِيَّة فأنا نِسْوَنْجِيْ .