الخميس، 19 أبريل 2018

حان وقت المواجهة أيها المجتمع المحافظ !


        في مجتمعنا الذي يدعي المحافظة زوايًا مسكوت عنها قصدا مع سبق الإصرار والترصد ، ولا يكتفي هذا المجتمع المنافق بالسكوت عنها بل إنه يعنف مَن قد يتجرأ ليتصدى لتلك الزوايا بالتوبيخ تارة وبالانتقاص من قدره تارة أخرى ، وما عاد بالإمكان السكوت عن تلك الزوايا والتي سنتعرض لشيء منها مهمَاْ كان الثمن الذي سندفعه ، فبعد أن تقاعس مَن يجب عليهم التصدي لتلك المنكرات لم يعد أمامنا خيار سوى المواجهة لنبين الأحكام الشرعية بشأنها ، فنبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ما خرج من المدينة إلى مكة فاتحا إلا بعد أن أرسى قيما اجتماعية تمنع إيذاء الجار وتستبعد الذي يغش الناس من جماعة المسلمين وتشدد على تحريم ظلم المسلم لأخيه المسلم ، وعليه نبدأ متوكلين على الله لنبين التالي :

حكم بناء العمارات الاستثمارية في المناطق السكنية والأموال المحصلة من إيجاراتها :  إن قيام شخص ما بشراء أرض في منطقة سكنية حسب ما رتبه القانون ورتب أهل المنطقة حياتهم على أساسه يجعل صاحب الأرض المُشتراة جارا لمن حوله من سكان المنطقة ، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقول : " والله لا يؤمن ؛ والله لا يؤمن ؛ والله لا يؤمن ، قيل مَن يا رسول الله ؟ ، قال مَن لا يأمن جاره بوائقه " ، فمن اشترى أرضا في منطقة سكنية وهو لا ينوي بيعها قبل بنائها إن تيسر له ربح ولا ينوي السكن في بيت يبنيه عليها وإنما بَيَّتَ النية لبناء عمارة استثمارية ثم يقسمها إلى شقق وملاحق للإيجار تشمل حتى سطح البناية فإنه بذلك إنما يأكل مال سحت حرام وهو داخل في زمرة مَن استبعدهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من جماعة المؤمنين لأن جيرانه لم يَأْمَنُوْ بوائقه بل آذتهم تلك البوائق .

     الغريب ورمضان على الأبواب أن بعض هؤلاء من أكلة السحت الحرام يشترون بذلك السحت تمرا ويقولون أنه سيفطرون عليه في الشهر الكريم اقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ! ، فأي اقتداء بالرسول يتحدث عنه هؤلاء وقد أدانهم صلى الله عليه وآله وسلم بنص الحديث الصحيح واصفا إياهم بغير المؤمنين وقد حلف على ذلك بالله ثلاثا ؟


        في مقال قادم سنتعرض إن شاء الله إلى زاوية أخرى من الزوايا التي اختار المجتمع المدعي للمحافظة السكوت عنها ومنع الحديث فيها .