رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم قال أنه لا يتمنى مشاهدة صورة لأي مسؤول كويتي أو عربي تجمعه بمسؤول صهيوني على حد تعبيره، وقال الغانم بأن بعض القوى السياسية تجاهلت المواقف البرلمانية المشرفة كما وصفها تجاه القضية الفلسطينية وكأن القضية لا تعنيهم واستخدموا ما جرى في مؤتمر وارسو للمزايدة، الغانم أضاف أيضا بأنه سيتم استدعاء وزير الخارجية للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الأمة لاستيضاح الأمور وأنه لا يمكن المزايدة على مواقف الكويت الثابتة تجاه القضية الفلسطينية .
مرزوق الغانم يقصد بالمواقف البرلمانية المشرفة التي تجاهلتها بعض القوى السياسية استعراضه السمج في مؤتمر اتحاد البرلمانات الدولي في روسيا حين تعامل مع رئيس وفد الدولة العبرية بطريقة تتعارض مع بروتوكولات مثل هذه الاجتماعات حيث كان يريد حضرته من الجميع التطبيل لمسرحيته ، ونحن نقول له : " إذا كنت يا مرزوق الغانم قد تلاسنت مع ممثل وفد إسرائيل في محفل دولي فإن صدام حسين قد أرسل صواريخه باتجاه مفاعل ديمونا في فلسطين المحتلة وهو ما لا تستطيع فعله لا أنت ولا معازيبك لكن صواريخ صدام لم تنفع الفلسطينيين لأن سياساته الإجرامية الرعناء قد خربت بلده " .
إذا كنت يا مرزوق الغانم لا تعلم فنحن سنعلمك بأن إخوانك الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة يتقاضون الراتب شهريا بالشيكل الإسرائيلي ويصرفونه في المولات والمطاعم ومحلات الإلكترونيات وأن مفاد رسالتهم إلى كل العرب هو أن قضيتهم العادلة في غنى عن مزايدات مَن يخربون بلادهم ، أما ما جرى في مؤتمر وارسو يا مرزوق الغانم فهو أمر أكبر منك ومن مجلس الأمة كله فلا تضيع وقت الشيخ صباح الخالد والسيد خالد الجار الله باجتماعات هي بالضبط تصُب في خانة المزايدات التي أنكرتها حضرتك على خصومك السياسيين ، والأجدر بك متابعة مشكلة الحصى الذي كسر سيارات أهل الكويت .
حقيقة واحدة وردت في تصريحك يا مرزوق الغانم نتفق معك عليها وهي أنه لا يمكن المزايدة على موقف الكويت الثابت إزاء القضية الفلسطينية والذي لم يهزه حتى غدر ياسر عرفات ونكرانه لجميل الكويت ولا حتى حقارة قطاع غير قليل من الفلسطينيين الذين هَلَّلُوا للغزو العراقي واحتلال بلدنا المسالم
يا مرزوق الغانم : الظروف هي التي ساقتك لتتقلد منصبا سياسيا وإلا فإنك لست رجل سياسة ؛ وعموما هذا لا يعيبك لكن إذا سألت السياسيين فسيقولون لك أن حسابات معطيات غزو الكويت من قبل جار الشمال ثم حرب تحريرها من احتلال جيشه الباغي إضافة إلى التهديدات الإيرانية لبلدنا قبل ذلك الغزو وبعده كانت تقتضي مشاركة كويتية في مؤتمر وارسو على أعلى مستوى ، ومع ذلك فقد راعت حكومة الكويت شعور الصادقين وحتى شعارات المُزَاْيِدِيْن فكانت البلد الخليجي الوحيد الذي مَثَّلَه في مؤتمر وارسو نائب وزير الخارجية ، وإذا كان ذلك لا يقنعك وتريد إضاعة وقت وزير الخارجية ونائبه فَيَاْ ليتك ترحل أنت ومجلسك قبل استدعاء الوزير .