الجمعة، 24 أبريل 2020

عن أي رمضان تتحدثون يا سادة ؟

   لسنا بحاجة لإعطاء محاضرات حول الهدي الشرعي في استقبال رمضان باعتباره موسم خير وطاعات يجب استغلاله في مرضاة الله ، لكن عن أي رمضان نتحدث ؟

     هل نتحدث عن رمضان الذي يتغنى الكثير بمعانيه العظيمة بينما القليل مَن يتبنى تلك المعاني لتنعكس على مسلكه وأمانته ؟
     هل نتحدث عن رمضان الذي تلاقى هذا العام مع جائحة كورونا ليكشف عورات دأب كثير منا على سترها مختبئين وراء الشعارات البراقة ودعاوى الاستقامة الكاذبة ؟
     هل نتحدث عن رمضان الذي نعيد فيه شريط التهاني السنوية وكأننا روبوتات تم تخزين ما يجب قوله وفعله في ذاكرتها أو الفلاش الملحق بها ؟

     أسئلة كثيرة لو أطلقنا عنان أفكارنا لها لما توقفت أناملنا عن تسطير تساؤلات أحاسيسنا ، لكنها مهما تكاثرت وتضافرت فإنها لن تمنعنا هذا العام ولا في قابل الأعوام إن عشنا بفضل ربنا أن نهنئ قارئ تلك السطور بحلول الشهر الكريم الفضيل راجين أن يكون رمضان نقطة انطلاق لتصحيح واقع شخصي ومنصة إطلاق مبادرات للإسهام في معالجة أسقام الوضع العام .

     ولا يفوتنا أن ندعو الله سبحانه أن يرفع الوباء عن أرضه التي خلقها ليعمرها إنسان أكرمه ربه بعقل يُفترَض أن يكون رشيدا ليسير وفق شِرعة ومنهاج العزيز الحميد ، وإذ نقول لكم جميعا كل عام وأنتم بخير نطرح السؤال الواسع : عن أي رمضان تتحدثون يا سادة ؟

     الجواب ننتظره بعد رمضان لنحكم عليه بإذن الله مع بداية رمضان في العام القادم .