الثلاثاء، 5 ديسمبر 2017

من إعدام صدام إلى مقتل صالح

عام 1990 حينما غزَاْ الجيش العراقي الكويت بأمر صدام حسين اتخذ

أبو عداي قرارا استراتيجيا خطيرا أدى إلى سقوط بغداد منذ ذلك الحين وليس

عام 2003 كما هو في الظاهر ، القرار الأحمق الذي اتخذه صدام هو فتح أبواب

العراق كاملة أمام الفرس المجوس ضاربا بذلك عرض الحائط كل تضحيات

العراقيين ومن ورائهم كل العرب الشرفاء في مواجهة العدوان الإيراني عبر

ثمان سنوات خلت من حرب ضروس كان ست منها عبارة عن صد لهجمات قطعان الدجال

خميني التي حاولت اجتياح العراق ، كانت أخطاء صدام الاستراتيجية في

مواجهة العدوان الفارسي كارثية ومع ذلك فقد استطاع أبطال القادسية

الثانية وعلى رأسهم اللواء ماهر عبد الرشيد إفشال محاولات خميني لاحتلال

العراق وإجباره على تجرع السم والقبول راغما بوقف إطلاق النار .



عقدة الكويت التي استحوذت على ذهن صدام منذ عام 1973 عادت إليه

مرة أخرى حين ظن بغبائه أن الظروف الدولية والإقليمية باتت مهيأة له كي

يحقق حلمه القديم باحتلال وضم الكويت ، فاستغل الأمريكان والفرس ذلك

وجروه للفخ جرا فحققوا بحماقة صدام ما عجزت عنه قطعان خميني .



أوهم الإيرانيون صدام بأنهم لن يعترضوا على ضمه للكويت إن وافق

على العودة لاتفاقية الجزائر المذِلة فكان أن عاد إليها يوم 16/8/1990

بعد أسبوعين فقط من احتلال الكويت في مشهد يتحاشى طرفان الحديث عنه ،

الطرف الأول هم بلهاء العرب المهووسون ببطولات صدام المزعومة والذين

يحبون دائما وصفه بأنه البطل الذي وقف في وجه الفرس ، أما الطرف الثاني

فهم أذناب إيران الذين جعلوا اليوم من سب وشتم صدام عنوانا لهم ونعت كل

عربي شريف يرفض مشروعهم التوسعي في بلاد العرب بأنه صدامي ، والحقيقة أن

أبو قصي لم يكتفِ بالتخلي عن انتصار العراق على الفرس فحسب بل استقبل

ولايتي مبعوثا من رفسنجاني بعد أربعة أيام فقط من استسلامه لإيران وقرر

فتح أبواب العراق لاستخبارات الدولة الفارسية تحت بند زيارة ما تسمى

العتبات المقدسة بل وسلم للعدو الفارسي خيرة طائرات الجيش العراقي التي

اِشْتُرِيَتْ بأموال العراقيين والعرب ، فدارت الأيام بالأحداث التي

نعلمها جميعا وصولا إلى يوم إعدام صدام في آخر أيام عام 2006 والذي صادف

يوم عيد الأضحى على يد أذناب إيران الغادرين الخونة .



كان من أبرز مساندي صدام في غزو الكويت وما استتبعه من استسلام

لإيران الرئيس اليمني المخلوع الراحل علي عبد الله صالح والذي غدر بمن

وقفوا معه من أهل الخليج العربي مرة تلو أخرى كان آخرها حينما احترق وجهه

في محاولة اغتيال فاشلة عام 2011 فاستقبلته السعودية وأنفقت الكثير من

الأموال على ترقيع ذلك الوجه ثم أعادت عفاش إلى اليمن ليرتكب نفس خطيئة

صاحبه صدام حسين ويتحالف مع الفرس المجوس عبر الحوثيين ويطلق على عاصفة

الحزم التي استهدفت تحرير اليمن من الاحتلال الإيران وصف ( العدوان

السعودي ) ، دارت الأحداث في اليمن بالطريقة التي تابعناها جميعا ليتم

قتل علي عبد الله صالح على يد أذناب إيران بطريقة بشعة ثم ليحتفل القتلة

بفعلهم الشائن تحت شعار ( يا لثارات الحسين ) ، والحسين هُنا هو حسين

الحوثي وليس الحسين بن علي رضي الله عنهما .



لو كان علي عبد الله صالح أخذ العبرة مما جرى لصاحبه صدام حسين

لتفادى تلك القِتْلة البشعة ولَتفادى قبل ذلك تدنيس الحوثيين لصنعاء

العظيمة ، لكن صالح لم يعتبر ؛ فهل سيعتبر العرب الذين ما زالوا يعولون

على التحالف مع إيران وأذنابها ؟